أحدهم استشهد يوم ميلاد طفله الأول.. رحيل مؤلم لـ5 صحفيين اغتالتهم إسرائيل بغزة
القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»
أي قلب يستطيع أن يقتل روح شاب يتنفس ليحتضن طفله الأول؟ كيف يتيتم الصبي قبل أن يسمع والده صرخات الميلاد المبهجة؟
استشهد الصحفي أيمن الجدي من غزة، أثناء انتظاره وصول طفله الأول، أمام بوابة مستشفى العودة، في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وكان الجادي أحد 5 صحافيين استشهدوا فجر الخميس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركبة البث الخارجي لقناة “القدس اليوم” في مخيم النصيرات، استكمالاً لمسلسل قمع الاحتلال للحقيقة وانتهاكاتها. جرائمها المتصاعدة بحق الصحفيين الفلسطينيين على مدار 447 يوما من العدوان على غزة.
ونعت قناة القدس اليوم الصحفيين الخمسة وهم فيصل أبو القمصان، وأيمن الجدي، وإبراهيم شيخ خليل، وفادي حسونة، ومحمد اللدا، وقالت إنهم استشهدوا “أثناء قيامهم بواجبهم الصحفي والإنساني، واصفا الحادثة بأنها “جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين”.
وأفاد شهود عيان أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا أصاب بشكل مباشر سيارة البث الخارجي التي كانت متوقفة أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد العاملين الخمسة واحتراق السيارة بالكامل.
رحيل مؤلم
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الجعدي وهو يحتفل بمولودته الأولى قبل ساعات من وفاته.
وكتب الصحفي منيب سعادة على صفحته في الفيسبوك، أن الصحفي الجاد شهيد الحق كان ينتظر أمام بوابة مستشفى العودة قدوم طفله الأول، لكن “قصف الاحتلال كان أسرع من لحظة الفرح، فرحل البطل يوم ولد طفله حاملاً رسالة الحق، تاركاً خلفه قصة». “من الألم وصوته الصادق الذي لن يُنسى أبدًا”.
وفي قطاع غزة، ينتقل الصحفي بين لحظة وأخرى، من نقل الخبر إلى نقل الخبر نفسه. وهذا ما قالته الناشطة أسماء نصار، التي أشارت إلى أن الاحتلال “قتل أيمن في اللحظة التي كان ينتظر فيها أن يصبح أبا”.
بدوره، استذكر الصحفي عبد الله العطار مقطع فيديو لزميله أيمن، عندما غرقت خيام النازحين في قطاع غزة بسبب الأمطار، وهو يدعو الله أن يوقف المطر، ويتساءل “أين نريد أن نذهب؟”
واليوم، وبعد استشهاده بغارة إسرائيلية، «حان الوقت ليرتاح أيمن بعد كل هذا التعب والتهجير»، كما قال العطار عبر حسابه على «إنستغرام».
من يحمي الصحفيين؟
وتضاف أسماء الصحفيين الخمسة إلى أكثر من 190 صحفيا استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وأكثر من 400 جريح منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب بيان لنقابة الصحفيين الفلسطينيين الأسبوع الماضي.
وقال الصحفي باسل خلف عبر حسابه على فيسبوك، إن استهداف الاحتلال لسيارة الصحفيين الخمسة يشكل “وصمة عار على جبين كل من صمت ولم يتحرك لاستشهاد 196 صحفيا”.
وأضاف: “سيارة بث واضحة وعليها لافتات، وبداخلها صحفيون يرتدون زيهم الصحفي، وموقعهم أمام بوابة مستشفى العودة وليس في ساحة المعركة، كل ذلك يعني شيئا واحدا وهو وأن ما حدث هو جريمة متعمدة ومكتملة الأركان، وهو نتاج الاستعلاء الذي يتعامل به الاحتلال وغطرسته على الجميع. القوانين الدولية، وإهانة للمجتمع الدولي الذي من المفترض أن يضع حداً لكل هذا”.
ولم تستطع الصحفية إسلام الزعنون إخفاء شعورها بالخوف من الاستهداف، فكتبت على حسابها: “والله نحن خائفون ولا نعلم أن العمل الصحفي يحمل على أصحابه كل هذه اللعنات. نحن لا نبحث عن الشجاعة، وفي المقابل نحن أمام عدو ساقط على المستوى الأخلاقي والإنساني ومجتمع دولي غير قادر على حمايتنا”. .
الصحفيون الخمسة الذين استخدموا سيارة عملهم المخصصة للبث مكاناً للنوم والراحة أمام بوابة أحد المستشفيات في مخيم النصيرات، تعرضوا للقصف والحرق داخل السيارة، في نهاية مأساوية ليست الأولى، بل وتؤكد في كل مرة وحشية الاحتلال وغطرسته وإرهابه أمام عالم صامت وغير مبال، بحسب ما نقله الصحفي محمد الزعانين. .
من جانبها، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين جريمة اغتيال الصحفيين الخمسة، وقالت، إن “هذه الجريمة تأتي في سياق سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الصحفيين الفلسطينيين، والتي تستهدف الإعلاميين في كل زمان ومكان، في محاولة لطمس الحقيقة.”
ودعا الاتحاد في بيان له المجتمع الدولي وكافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى توفير الحماية العاجلة للصحفيين الفلسطينيين، واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجرائم بحقهم.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار ومجاعة واسعة النطاق أودت بحياة العشرات من الأطفال والأسرى. كبار السن، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية. في العالم.
- للمزيد من الاخبار تابع خليجيون 24 ، ولأخبار الرياضة خليجيون 24 مباشر، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر