البحرين بطل الخليج بالعلامة الكاملة!
القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»
في لحظات تصل إلى حد دموع الفرح والانتماء، نهنئ حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بفوز المنتخب البحريني بكأس «خليجي 26»، في إنجاز رياضي أضاء سماء البحرين. البحرين وأدخلت الفرحة في كل بيت بحريني، وللمرة الثانية بعد أن كنا قد فقدنا الأمل في الحصول على اللقب. «خليجي» هنا نرى أبطالنا يعيدون لنا هذه الفرحة، ولم يكن هذا الفوز مجرد لقب يضاف إلى السجل الرياضي، بل هو انعكاس للروح القتالية. تركيز عالي وكبير والتزام أظهره اللاعبون منذ اليوم الأول وحتى الثواني الأخيرة من البطولة، وهذا الظهور الاستثنائي للمنتخب كان نتيجة القيادة الحكيمة والدعم المستمر من قبل رئيس الهرم الرياضي وتحت الإشراف المباشر. سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة. ويجسد هذا الإنجاز رؤية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لتؤكد أن الرياضة البحرينية لا تخطط فقط على المدى القصير، بل هي مشروع وطني يترجم قيم العمل الجماعي، ويؤكد أن النجاح يولد التخطيط والإرادة وحسن التنفيذ.
وكانت أيام بطولة «خليجي 26» مليئة بالطاقة والحماس، إذ أعادت ذكريات البطولات القديمة التي تابعها كل أهل الخليج بشغف. وشهدت البطولة خلال السنوات الأخيرة تراجعا في الاهتمام من جانب الجماهير، لكن مع استضافة العراق “خليجي 25” وهي البطولة الأولى التي تقام في العراق منذ عام 1979 وتتميز بخصوصيتها الفريدة، تمكنت البطولة من استعادة عافيتها روعتها وقدرتها التنافسية بشكل كبير، والآن جاءت هذه الطبعة. من عروس الخليج الكويت صاحب الكعب العالي في البطولة مما يوفر أجواء تنافسية رائعة داخل وخارج الملعب.
ولعل هذه هي النقطة الرئيسية التي أود أن أتناولها اليوم. إذا رجعنا بالزمن قليلاً إلى الدوحة وأجواء كأس العالم، كان هناك العديد من مناطق تجمع “Fan Zone” للجماهير، لكن التجمع الرئيسي لاتحادات المنتخبات الوطنية كان في سوق واقف، حيث تتجمع الجماهير، و وارتفعت الصيحات والهتافات. شيلات، كل فريق يستجيب للآخر، وهذا جزء أساسي من كرة القدم، فهذه التجمعات ترفع من مستوى البطولة وجماهيرها.
والآن ما نراه في الكويت وأروع تجمع خليجي في سوق المباركية يذكرني بسوق واقف والدوحة تحديداً. وتتسابق الجماهير الخليجية للذهاب إلى سوق المباركية وعيش التجربة الجماهيرية مع الفرق الخليجية الأخرى. نرى العديد من اللقطات العفوية واللحظات الأخوية التي تبين أن الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا، والرياضة هي السياحة بأشكال عديدة. تنظيم الكويت لبطولة «خليجي 26» ليس مجرد حدث رياضي، بل كان حافزاً قوياً. وبالنسبة لمحركات الاقتصاد الكويتي، أفادت الصحف الكويتية أن معدلات الإشغال الفندقي ارتفعت في جميع فنادق الكويت بمختلف فئاتها، بحيث امتلأت جميعها، حيث قفزت نسبة الإشغال الفندقي في الأيام الأخيرة من عام 2024 بنحو 60% مقارنة مع 40% في نفس الفترة من عام 2023، كما وصلت نسبة الإشغال إلى 100% من الفنادق الشهيرة.
ولم تقتصر الطفرة الاقتصادية على الفنادق فقط، بل شملت قطاع المطاعم، خاصة في مدينة الكويت والأسواق القديمة مثل سوق المباركية، حيث شهدت نسبة الإشغال زيادة كبيرة تعكس تفاعل الجماهير مع البطولة. وفيما يتعلق بالحركة الجوية والسفر البري فقد سجل هذا القطاع ارتفاعا ملحوظا مع دخوله حيز التنفيذ. وتوافد عدد كبير من الجماهير الخليجية منذ انطلاق البطولة، وهو ما يعكس التأثير الإيجابي للسياحة الرياضية على الاقتصاد المحلي.
لكن سؤالاً طرأ على ذهني وأنا أتابع أجواء «خليجي 26» في الكويت، حيث لاحظت وجود عدد كبير من أهالي «الربع» يتجهون إلى «المباركية» باعتبارها الساحة العامة الرئيسية. حتى أن أحدهم قال لي إنك إذا فقدت أحداً في البحرين سيجده في المباركية. شاهدوا أن “المباركية” هي القلب النابض لتجمع الجماهير في الكويت، تماماً مثل سوق واقف في الدوحة خلال كأس العالم، لكن إذا أقيمت البطولة في البحرين فأين ستكون هذه الساحة؟ مميز؟ سوق المنامة لا يستوعب حشوداً كبيرة، كما أن سوق المحرق لا يوفر البنية التحتية اللازمة، وكلاهما بعيد عن الملعب الرئيسي للبحرين، وهنا نتحدث عن بطولة خليجية كبرى، لذلك لا بد من الأخذ في الاعتبار حساب إنشاء مرافق مماثلة تدعم نجاح البطولات وتشعل حماس الجماهير، لأنه بدونها في الأماكن المخصصة للتجمع والاحتفال قد تفقد البطولة جزءاً من روحها وجاذبيتها، مما يؤثر على تجربة المشجعين و ويقلل من تأثيره على الاقتصاد المحلي.
- للمزيد من الاخبار تابع خليجيون 24 ، ولأخبار الرياضة خليجيون 24 مباشر، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر