أخبار الرياضة

من يصدق؟ | صحيفة الوطن

من يصدق؟ | صحيفة الوطن

القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»

بصراحة، لم نتوقع أن نرى ونعيش هذا اليوم الذي سقطت فيه قطع الدومينو الإيرانية بهذه الطريقة الدراماتيكية، واحدة تلو الأخرى، خلال هذه الفترة القصيرة، وينتهي عصر الاستعباد الإيراني الغربي بهذه الطريقة، ويتم الطلاق، ويصدر قرار بإنهاء حالة الجماعات والعودة إلى دولة المؤسسات والأنظمة.

صحيح أنه ليس طلاقاً داخلياً وما زال الوقت مبكراً على إسدال الستار على عهد الاحتلال الإيراني وعهد التبعية الإيرانية الأميركية الأوروبية، لكن ما حدث في الأشهر الأخيرة هو سقوط مدوي لركن إيران في المنطقة، والبقية الآن يحلقون لحاهم قبل 20 يناير/كانون الثاني، وهو اليوم الذي يسلم فيه ترامب السلطة.

فرحنا؟.. نعم فرحنا، فرحنا لأن الحزن قد رفع عن إخوتنا العرب، وأقول لولا الظروف لخرجنا في مسيرة احتفالية لحظة عيد جوزف عون وانتهى الكلام فرحاً بعودة وجه لبنان الذي نعرفه ونحبه. بل وصلنا إلى حد التخطيط لرحلة إلى بيروت للاحتفال مع اللبنانيين، ومع السوريين إن شاء الله. وأيضاً عندما يجتازون هذه المرحلة الصعبة، وفي يوم من الأيام حتى مع العراقيين عندما تمر الغيوم وينجلي الغبار الإيراني الأسود، ويعود إلى بلادنا العربية. وجهها المشرق مرة أخرى، وأخيراً، نأمل أيضاً أن يهدي الله الأخوة الفلسطينيين ويقطع الطريق على الإجرام الإسرائيلي الذي يرجو ألا يتفقوا؟

وأجمل ما في هذه التغيرات الإيجابية هي هذه الصحوة، ولحظة الإدراك التي نراها في كثير ممن انخدعوا بأن إيران يمكن أن تكون قوة بالنسبة له يمكن الاعتماد عليها. هذه الصحوة التي رأى فيها الوجه الحقيقي لإيران واعترف بأنه كان أيديولوجياً لدرجة أنه عاش في فقاعة خيالية وسراب لا وجود له. رغم غطرسة البعض الذي يظن أنه إذا ضحك على نفسه سيجاريه الآخرون… لكن فات الأوان، فلا فائدة من الصوت.

اليوم هو يوم العودة إلى الحضن العربي، عنوان المرحلة التي نعيشها الآن والتي لم نتوقع حدوثها والتي نشهدها بعد أربعين عاما من الغربة والاحتلال والخداع والفتنة الطائفية والعزلة والعزلة. تقسيم الشعوب وسلبها مقدراتها في أربع عواصم عربية وزعزعة استقرار عواصم أخرى، وها هم يعودون الواحدة تلو الأخرى وينفتحون. الأذرع العربية سعيدة بعودة أبنائها.

بل هي عودة إلى أفضل مما كانت عليه من قبل، خاصة أن هناك دروسا مستفادة من الأربعين سنة الماضية، أخذت خلالها دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية دورها القيادي، مما جعلها ترعى التعافي. المرحلة ومساعدة الشعبين اللبناني والسوري على تجاوز العقبات التي تعترض المراحل النهائية من عملية الانفصال والطلاق مع إيران. والقادم لمن بقي.

والحمد لله أننا شهدنا يوم إعادة احترام «الدولة» ونهاية عصر «الجماعات». بشرى الله لكم، بارقة أمل لأجيالنا القادمة.

وآخر ما نقوله لبقية العرب الذين فقدوا ذاكرتهم العربية، وتبرأوا منها، والذين ما زالوا يعتقدون أن سرابهم الإيراني هو نمر حقيقي، والذين ما زالوا يصدقون خطب مرشدهم وهو يدعو ضد الشيطان الأكبر، فإنهم ما عليهم إلا أن يتابعوا المحاولات الإيرانية لإثبات (حسن النية) للغرب والبحث عن… الوساطات وكل المحاولات لجذب تعاطف الشيطان، وفي المقابل يقولون لأتباعهم العرب: «المرونة تقتضي عدم الرد». الآن ليس الوقت المناسب”، أو “لن نخوض حروباً نيابةً عنكم”… إلخ. ربما…ربما…ربما يستيقظون!!

بصراحة أنا لا ألومهم.. إذا كنا نحن الذين توقعنا هذه النتيجة حتى الآن لا نصدق أنها حدثت بهذه السرعة منذ لحظة صدور القرار وحتى اليوم وهو أقل من عدة أشهر لهدم مبنى استغرق تشييده أكثر من أربعون سنة، فماذا عن حال من لم يتوقعها ولم تحدث هذه النتائج في الماضي؟ تخلده؟!!

 

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى