أخبار الرياضة

سيطرة تاريخية للأوروغواي والأرجنتين لبطولة كوبا أميركا

القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»

نيقوسيا (أ ف ب) – ارتفعت شعبية كرة القدم في أميركا الجنوبية مع بداية القرن العشرين بعد تدفق المهاجرين من أصل بريطاني. وقبل ذلك تم تنظيم المباراة الأولى عام 1867 في الأرجنتين، حيث تأسس الفريق الأول عام 1887 تحت اسم Gimnasia y Esgrima de la Plata.

ونظمت الأرجنتين مسابقة دولية عام 1910 بمناسبة ذكرى ثورة مايو، شاركت فيها تشيلي وأوروغواي وانسحبت البرازيل منها، لكنها لم تعتبر مسابقة رسمية لاتحاد أمريكا الجنوبية الذي تأسس عام 1916.

وفي عام 1916 استضافت الأرجنتين، وهذه المرة بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها، ما يعرف بالنسخة الأولى من كوبا أمريكا تحت اسم كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم، بمشاركة أربعة منتخبات ضمت أيضا البرازيل وتشيلي. والأوروغواي التي حصدت اللقب على حساب البلد المضيف.

أول مباراة أقيمت في تاريخ البطولة جمعت منتخبي الأوروغواي وتشيلي في 2 يوليو 1916، وانتهت بفوز الأوروغواي 4-0 في بوينس آيرس.

وخلال النسخة الأولى، اجتمعت الدول الأربع المشاركة وأنشأت اتحاد أمريكا الجنوبية “كونميبول” الذي يضم حاليا 10 أعضاء: الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وباراجواي وبيرو وأوروغواي وفنزويلا.

في البداية كان من المقرر أن تقام بطولة كوبا أمريكا سنويا، فأقيمت النسخة الثانية في العام التالي في الأوروغواي التي احتفظت بلقبها على حساب الأرجنتين، بمشاركة الدول الأربع المؤسسة.

بسبب تفشي الأنفلونزا في ريو دي جانيرو عام 1918، استضافت البرازيل النسخة الثالثة عام 1919، واحتاجت إلى مباراة فاصلة انتهت بالوقت الإضافي (1-0) لإطاحة الأوروغواي.

رابع المؤسسين، تشيلي، استضافت نسخة 1920، وابتسمت لأوروجواي على حساب الأرجنتين.

وشاركت باراجواي لأول مرة في المسابقة عام 1921 بعد انضمامها إلى الاتحاد القاري، وتوجت الأرجنتين الدولة المضيفة لأول مرة.

تناوبت الأوروغواي والأرجنتين في السيطرة على المنافسة، حيث فازت الأولى بالألقاب في أعوام 1923، 1924، 1926، 1935، و1942، وفازت الأخيرة بالألقاب في أعوام 1925، 1927، 1929، 1937، 1941، 1945، 1946، و1947.

لكن بعد النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930، والتي فازت فيها الأوروغواي على حساب الأرجنتين 4-2، ساهم العداء بين البلدين في تأجيل المسابقة لعدة سنوات.

وفي عام 1935 أقيمت النسخة الثالثة عشرة في البيرو، وكانت بمثابة تصفيات لدورة الألعاب الأولمبية في برلين، وفازت الأوروغواي بلقبها السابع.

في عام 1939، تأهلت بيرو إلى الفريق الأول، وفازت بأول لقب لها على أرضها، عندما شاركت الإكوادور في النهائيات للمرة الأولى وحصلت على المركز الأخير، بعد انسحاب البرازيل والأرجنتين.

وفي الذكرى الـ 440 لتأسيس مدينة سانتياغو، استضافت تشيلي نسخة 1941، وتم توسيع ملعب “ناسيونال” ليتسع لـ 70 ألف متفرج بدلا من 30 ألفا. ورغم طموحها الكبير، احتلت تشيلي المركز الثالث بعد خسارتها في المباراة الأخيرة بالمجموعة أمام حاملة اللقب الأرجنتين 0-1.

ومرت البطولة بفترة مضطربة، إذ لم يتم تنظيمها في أوقات محددة، واعتبرت عدة نسخ منها غير رسمية، قبل أن يعترف بها الاتحاد القاري لاحقا.

وبشكل استثنائي، ففي عام 1959، أقيمت بطولتان، الأولى في الأرجنتين التي فازت باللقب، والثانية في الإكوادور حيث فازت الأوروغواي باللقب.

وفي تلك الفترة لم تشارك بعض الفرق ولم تهتم بالبطولة، فيما أرسل البعض الآخر فرقه الاحتياطية. وفي نسخة 1959، التي فازت بها الأوروغواي في الإكوادور، أرسلت البرازيل فريقاً من ولاية بيرنامبوكو وحصلت على المركز الثالث.

وكان لإقامة بطولة كوبا ليبرتادوريس للأندية عام 1959 أثرها على المنافسة، وتوقفت بين عامي 1967 و1975 عندما اكتسبت رسميا اسم “كوبا أمريكا” وفازت البيرو باللقب في عدة دول مستضيفة.

وكانت المسابقة تقام مرة كل أربع سنوات بنظام مماثل حتى عام 1987، عندما توجت أوروجواي على أرضها بالأرجنتين التي استضافتها لأول مرة بعد غياب 28 عاما، رغم مشاركة أبطال العالم 1986 بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا.

في عام 1986، قرر الاتحاد القاري استعادة النظام القديم من خلال استضافة دولة واحدة للنهائيات كل عامين من بين الأعضاء العشرة تحت رايته. وهكذا، بين عامي 1987 و2001، أقيمت البطولة بالتناوب في الدول العشر التي تشكل الكونميبول.

فترة شهدت صحوة برازيلية مع تتويج «السيليساو» عام 1989، عندما فاز بأول لقب كبير له على أرضه بعد فوزه بكأس العالم 1970.

في المقابل، فازت الأرجنتين بقيادة هدافها غابرييل باتيستوتا بلقب 1991 في تشيلي بعد انتظار 21 عاما.

في الإكوادور 1993، تمت دعوة فريقين من الكونكاكاف: الولايات المتحدة والمكسيك، وحصلت الأخيرة على المركز الثاني أمام الأرجنتين (2-1).

واستعادت الأوروغواي تألقها عندما فازت بلقبها الرابع عشر على أرضها عام 1995 على حساب البرازيل بركلات الترجيح.

بين عامي 1997 و2007، شهدت البرازيل مرحلة ذهبية. فازت أربع مرات عام 1997 على أعالي بوليفيا، و1999 على الأوروغواي عندما أهدر الأرجنتيني مارتن باليرمو 3 ركلات جزاء أمام كولومبيا في الدور الأول (0-3)، ثم فاز “يورفيردي” على الأرجنتين في نهائيي 2004 و2007.

ولم تنجح سوى كولومبيا في كسر هيمنة البرازيل عندما فازت بلقب 2001 على أرضها للمرة الأولى في تاريخها بفوزها على المكسيك 1-0. وحققت هندوراس حينها مفاجأة كبيرة بإقصاء البرازيل من الدور ربع النهائي 2-0.

وفي عام 2011، خرجت الأرجنتين المضيفة على يد الأوروغواي بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي، على غرار هزيمة البرازيل أمام باراجواي، ليخلو الملعب أمام الأوروغواي التي نالت لقبها الخامس عشر بفوزها على باراجواي 3-0.

وفي نسخة 2015، استحقت تشيلي لقبها الأول على أرضها بعد فوزها على الأوروغواي والبيرو والأرجنتين في التصفيات.

وكرر التشيليون نفس السيناريو في نسخة 2016، أمام الأرجنتين تحديداً، ليفوزوا بالنسخة المئوية.

أما نسخة 2019، التي شاركت فيها قطر واليابان كضيفين، فقد حان الوقت لتنهي البرازيل جفافاً دام 12 عاماً على الألقاب الكبرى، بالتتويج على أرضها أمام البيرو 3-1.

كسر ليونيل ميسي النحس مع منتخب الأرجنتين وفاز بلقب 2021 على حساب مضيفه البرازيل وزميله السابق في برشلونة نيمار 1-0 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، محققا أول لقب كبير له مع منتخب بلاده، قبل ذلك. للتتويج بكأس العالم 2022 في قطر في العام التالي.

وكان ميسي ينافس في النهائي الرابع لبطولة كوبا أمريكا، بعد خسارته أعوام 2007 و2015 و2016. كما خسر ميسي نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل أمام ألمانيا.

وبفضل هدف أنخيل دي ماريا في المباراة النهائية، فازت الأرجنتين بأول لقب لها في البطولة القارية منذ عام 1993، ومعادلة رقم أوروجواي القياسي البالغ 15 لقبا مقابل تسعة للبرازيل.

في 47 نسخة حتى الآن منذ عام 1916، فازت ثمانية فرق باللقب، باستثناء الإكوادور وفنزويلا.

 

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا👋
كيف يمكننا مساعدتك?