“مهرجان كان السينمائي شاهدًا”.. قصة هدف في كأس العالم أنهى ح

القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»

كتب – يوسف محمد :

تساهم البطولات والمنافسات الكروية الكبرى، مثل كأس العالم والبطولات القارية الكبرى، في ميلاد العديد من نجوم كرة القدم، مما يجعلهم أبطالاً، لكن بعضهم قد ينتهي بهم الأمر كضحايا.

من أشهر اللاعبين الذين انتهت حياتهم بمباراة كرة قدم هو النجم الكولومبي أندريس إسكوبار، والذي يمكن وضع اسمه كأحد علامات الجانب المظلم في تاريخ كرة القدم، فهو اللاعب الذي فقد حياته بسبب شغفه، وهي كرة القدم، وحتى لأنه سجل هدفاً عرضياً في… هدف فريقه، وأصبح هذا الهدف الرصاصة التي أنهت حياته.

نشأة اسكوبار وبداياته مع كرة القدم

اندريس اسكوبار لاعب كورة قدم من كولومبيا. ولد في 13 مارس 1967 في مدينة ميديلين الكولومبية، وهي مدينة معروفة بكثرة جرائم القتل وتهريب المخدرات. ومع ذلك، تمكن إسكوبار من الخروج من هذه البيئة الدموية من خلال مواصلة مسيرته بأفضل طريقة ممكنة على أرض الملعب، لكنه لم يكن يعلم أنه سيصبح في النهاية ضحية لهذه البيئة الدموية.

بدأ إسكوبار مسيرته الكروية الاحترافية عام 1985 مع نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي عام 1985، ونجح معهم في تحقيق لقب كوبا ليبرتادوريس، قبل أن ينتقل إلى رحلة احتراف خارج أمريكا الجنوبية، مع فريق يونج بويز السويسري الذي انضم إليه. فبراير 1990، إلا أنه استمر مع صفوف يونج بويز لمدة عام واحد فقط تقريبًا، ثم عاد إلى فريقه مرة أخرى في سبتمبر 1990، ليتمكن من الفوز بلقب كأس كولومبيا عام 1991، واستمر في صفوف الفريق حتى عام 1994. .

إسكوبار والمشاركة في كأس العالم والهدف في مرماه

بدأت القصة عندما تم اختيار إسكوبار، الذي كان عمره آنذاك 27 عاماً، من قبل مدرب المنتخب الوطني، الملقب بـ “بالوس كافتيريوس” أي أولئك الذين يصنعون أو يشربون القهوة، في قائمة المنتخب الكولومبي للمشاركة في كأس العالم 1994. كأس العالم الذي أقيم في الولايات المتحدة. وتواجد المنتخب الكولومبي خلال هذه البطولة في المجموعة الأولى إلى جانب “رومانيا وسويسرا والمنتخب المضيف المنتخب الأمريكي”.

وبدأ المنتخب الكولومبي مشواره في البطولة بالهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدف أمام نظيره الروماني، لذا أصبح من الضروري أن يتمكن المنتخب الكولومبي من تحقيق الفوز أو التعادل في مباراة الجولة الثانية أمام المنتخب الأمريكي.

دخل المنتخب الكولومبي مباراة الجولة الثانية أمام المنتخب الأمريكي، بتواجد أندرياس إسكوبار في التشكيلة الأساسية للمنتخب الكولومبي، بهدف تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الأمريكي، لإحياء حظوظه في التأهل. لدور الـ16 من كأس العالم، وهو ما لم يحدث حيث خسر المنتخب الكولومبي بهدفين مقابل هدف. الأول، إذ يخسر فريق «كافتيروس» فرصته في التأهل إلى الدور المقبل من البطولة، وهي الخسارة التي يتحمل مدافع المنتخب الكولومبي إسكوبار جزءاً كبيراً منها، بعدما سجل هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 34 من عمر اللقاء. المباراة، ليودع المنتخب الكولومبي نهائيات كأس العالم رسميًا.

هدف إسكوبار في مرماه أنهى حياته

بعد هزيمة المنتخب الأمريكي والخروج من كأس العالم، عانى لاعب المنتخب الكولومبي أندرياس إسكوبار، لكن هذا الأمر لم يتوقف عند مستوى كرة القدم فقط، بل وصل الأمر إلى نطاق كل شوارع البلاد كولومبيا، والتي تسببت في العديد من العصابات في كولومبيا التي أرسلت العديد من التهديدات بالقتل. للاعب لكنه لم يعيرها أي اهتمام.

عاد إسكوبار إلى كولومبيا بعد الخروج من كأس العالم، وبعد خمسة أيام من الخروج من كأس العالم، خرج إسكوبار مع أصدقائه إلى حانة تسمى “إل بوبلادو” في 2 يوليو 1994. وأثناء خروجه من الحانة، تفاجأ إسكوبار بـ هاجمه ثلاثة أشخاص وأطلقوا النار عليه 12 مرة. وفي كل مرة يتم إطلاق رصاصة على إسكوبار، كان كل واحد منهم يصرخ بكلمة “هدف”، لتنتهي حياة اللاعب كنوع من الانتقام الذي خسر الكثير من الأموال في المراهنة بعد هدف إسكوبار في مرمى أمريكا.

وحضر جنازة النجم الكولومبي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 27 عاما، آلاف الكولومبيين الذين وصل عددهم إلى ما يقارب 120 ألف شخص، في مقدمتهم رئيس البلاد سيزار غافاريا.

إسكوبار ومهرجان كان السينمائي

خلال مهرجان كان السينمائي الذي أقيم عام 2019، تم عرض العديد من التفاصيل الهامة والواسعة حول مقتل أندرياس سكوبار في فيلم بعنوان “The Two Escobars” وهو من إخراج الأخوين جيف ومايكل زيمباليست. المسلسل من إنتاج قناة ESPN Sports، وصل عدد حلقاته إلى 30 حلقة، عرضت قصة مقتل أندرياس إسكوبار، على يد مؤسسة وتنظيم لتهريب المخدرات يُدعى ميديلين كارتل، بقيادة أحد أكبر تجار المخدرات في تاريخ كرة القدم، واسمه بالصدفة بابلو إسكوبار.