أخبار الرياضة

«شغف» تحكي قصة ابن الـ13 ربيعاً.. الفارس خنجي: أقفز الحواجز لأعانق السماء مثل طير حر

القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»

حوراء مرهون | تصوير: نايف صالح


في عالم الفروسية، حيث تتقاطع الأرض مع السماء، يجد الفارس الشاب عبد الله خنجي نفسه عالقًا بين أحلام الطيران وحقيقة الحواجز. الشاب البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً والذي أبهر العالم بحصوله على المركز الثاني في مسابقة نادي سانتا ماريا للفروسية في إسبانيا، يلخص شغفه بعبارة واحدة: “أقفز الحواجز مع الخيول”. أشعر وكأنني أطير، مثل طائر حر يعانق السماء.”

وتسلط عدسة “شغف” الضوء على قصة أصغر فارس بحريني يمثل المملكة دولياً، والذي وجد شغفه مبكراً في سن الرابعة.

تبدأ القصة قبل أكثر من 9 سنوات، عندما كان عمره أربع سنوات فقط، في رحلة عائلية إلى كاليفورنيا، حيث التقى عبد الله بالخيول لأول مرة.

ويتذكر كيف شجعه والده على ركوب الخيل، رغم الخوف الذي شعر به في البداية، قائلاً: “شعرت بحب شديد للحصان، وأردت أن أقضي بقية حياتي على ظهره”. وبعد أول لقاء مع الحصان، لقي خونجي تشجيعاً من عائلته، مما جعله يستثمر طاقاته في هذه الهواية ويطوّر مهاراته. يوما بعد يوم.

إن الإلهام الحقيقي والأول لعبد الله هو جلالة الملك الذي كان له الأثر العميق في مسيرته المهنية. يقول: «كنت في التاسعة من عمري، بعد أحد سباقات التحمل، وطلب جلالته مقابلة الفرسان الشباب، فقال لنا جملة لا تزال لها أثر كبير في نفسي، وهي: ركوب الخيل. “الحصان عظيم.” وكانت تلك الكلمات شرارة أشعلت حماسي وإصراري على الفوز «كلما اعتلى حصاني ظهري».

يتذكر عبدالله تلك اللحظة، التي يجد فيها القوة والدافع للمضي قدماً، وفي أصعب اللحظات في السباقات، يذكرها أيضاً لتحفيزه وإلهامه للاستمرار والفوز.

ويعتبر قفز الحواجز من أصعب التحديات لأنه يتطلب ارتباطاً عاطفياً عميقاً بين الفارس وحصانه.

يقول عبد الله: “الحصان هو صديقي الحقيقي. أتحدث معه وأشعر أنه يفهمني، وأنا بدوري أفهمه وأتفهم مشاعره”.

لدى عبد الله حصان خاص اسمه “المريخ” وهو جزء لا يتجزأ من حياته. يفتقده كلما سافر، ويتبادلان المشاعر والأحلام. أطلق عليه اسم المريخ بسبب حلاوة لقائه الذي يذكره بطعم شوكولاتة “المريخ”.

وبحسب خونجي فإن سر تحقيق الإنجازات والنجاح في رياضة الخيل هو أن تمتلك قلب الحصان. وكلما كان الارتباط العاطفي به أقوى، كلما ارتفع مستوى الأداء. ويؤكد أنه يلجأ إلى الحصان في كل ظروفه السعيدة والحزينة ليريحه ويتفهمه. ويضيف: «الحصان هو صديقي الحقيقي، وكلما مررت بظروف صعبة.. ألجأ إليه ليخفف عني، وأتحدث معه وأشعر أنه يفهمني. يتعرف الحصان على صوتي ورائحتي، ويتعرف علي، ويستجيب لكلامي».

وتمكن عبدالله من الفوز بالمركز الثاني في عدة مسابقات في البحرين، كما حصل على المركزين الأول والثالث في مسابقة الإمارات لقفز الحواجز الصيفية 2024، التي أقيمت في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، على جواده “أسبور” “، في فئة ارتفاع 1 متر، ومن بين 54 متسابقًا مشاركًا. حصل على المركزين الثاني والرابع مرتين في إسبانيا في مسابقة نادي سانتا ماريا للفروسية.

لكن طموحه لا يتوقف هنا؛ ويطمح للمنافسة في البطولات العالمية ورفع اسم مملكة البحرين عالياً في عالم الفروسية، مستلهماً مدربه أحمد الجهرمي على طريق الإنجاز والتقدم.

النجاح في عالم الفروسية يتطلب القدرة على المثابرة، خاصة في مواجهة التراجعات. “مثل صعود السلم، يجب أن تتعلم كيفية الوقوف بعد كل سقوط”، يختتم عبد الله عازمًا على مواصلة رحلته إلى القمة.

في قلب كل قفزة، تحمل قصة عبدالله خنجي الكثير من الشغف والإصرار، حيث تتقاطع الأحلام مع الواقع في سماء الفروسية، وتبقى كلمة جلالة الملك محفورة في قلبه، تدفعه دائما نحو المزيد من الإنجازات .

 

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى