أخبار الرياضة

دريد لحّام: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى وأقول للنظام السابق «الله لا يسامحكم»

دريد لحّام: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى وأقول للنظام السابق «الله لا يسامحكم»

القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»

“الشرق الأوسط”

دريد لحام يبلغ من العمر 90 عاماً بعد أسابيع قليلة، وهو يملك طاقة الشاب الذي لا يزال يعمل ويخطط ويحلم بسوريا الجديدة. قضى أكثر من نصف التسعينات من عمره في بلد كان يعرف بـ”سوريا الأسد”. واليوم تغيرت الأسماء واللافتات والوجوه، ويبدو الممثل العابر للأجيال مستعداً أيضاً للعبور إلى فصل مختلف من تاريخ بلاده. رحل الأسد، وبقي هو الذي بقي في ذاكرة أجيال من المشاهدين العرب باسم “غوار الطوشة”.

ومن قلب دمشق، يظهر عميد الفنانين السوريين، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن أمله في غد أفضل، تتسع فيه البلاد لكل الآراء. ويعرب عن ارتياحه للتحول الجذري الذي يحدث. ويلخص انطباعه عن أحداث الأسبوعين اللذين أعقبا سقوط نظام بشار الأسد بالقول: “أشعر أن هناك حياة مختلفة عما كانت عليه في سنوات القمع”. ويذهب أبعد من ذلك في تفاؤله ليعلن عن استعداده للتحضير لعمل مسرحي أو تلفزيوني جديد. ويحب أن يسميها «أمس واليوم»، وهي نفس العبارة التي يستخدمها لوصف ما تعيشه سوريا حالياً.

“لم أكن مع السلطة.”

وكان لحام من أوائل الذين باركوا الشعب السوري من خلال فيديو نشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الحماس لـ«هروب الأسد» كما أسماه، وصفه الرأي العام بـ«الطبخ»، على أساس أن لحام كان مكرماً من بشار الأسد، وكان معروفاً بدعمه للنظام، خاصة خلال فترة حكمه. سنوات الحرب في سوريا.

ويعترض لحام على ذلك وعلى “التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، موضحاً موقفه السابق بالقول: “أنا مع النظام بمعنى أنني ضد الفوضى، وأنا مع بلدي سوريا، لكنني لم أكن مع النظام”. السلطة، وهناك فرق كبير بينهما.” ويؤيد رأيه ضد السلطة بمفهومها الذي كان سائداً في سوريا، مستشهداً بأعماله التي انتقدت النظام القائم على مدى أجيال. على سبيل المثال، يعود إلى مسلسل «وادي المسك» (1982) الذي «تم منعه لأنه انتقد السلطات في العديد من القضايا»، خاصة الفساد والإثراء غير المشروع. وأضاف لحام: “كان ممنوعاً القول أن هناك مسؤولين فاسدين”.

ممنوع انتقاد الخيول…

الفنان السوري يشتكي من مقص الرقيب الذي لم يقدم سيناريو مسلسل أو سيناريو مسرحي “في إحدى المسلسلات كتبت حوارا بين حمار وإنسان يشتكي فيه الحمار من أنه مظلوم ويعمل كثيرا ليحصل على القليل من التبن، بينما الحصان يركض ربع ساعة ويتدلل ويدلل”. انتباه.” ويتابع لحام: “أتصور أن الرقيب منع هذه المقارنة بين الحمار والحصان، مبرراً ذلك بالقول إن باسل الأسد يحب الخيول، وبالتالي لا ينبغي انتقادها”.

ويؤكد لحام أنه كان يلجأ دائماً إلى الاستعارات ويخترع الأسماء في مسرحياته وأفلامه ومسلسلاته، تجنباً للمنع أو الرقابة. وفي مسرحية «الغربة» (1976) يقول إنه هرب إلى جغرافية أخرى لكي ينقل أفكاره: «حتى لو جاء أحد ليحاسبنا نقول له نحن نتحدث عن قرية الغربة وليس عن بقعة جغرافية في سوريا”. وهذا ما حدث أيضاً في فيلم «الحدود» (1982)، حيث «استبدلت سوريا ولبنان بالشرق والغرب».

«يريد دريد أن يقطع لسانه».

في نصف القرن الماضي من حكم عائلة الأسد، أكثر ما أقلق لحام على سلامته وأمنه، وجعله يشعر أن القمع الفني قد تحول إلى تهديد شخصي، هو تصريح أحد المسؤولين في مجلس خاص: “ ويريد دريد أن يقطع لسانه. وعلى حد تعبيره: “كانت تلك الفترة الأصعب”.

وخاطب من حكموا سوريا خلال الخمسين سنة الماضية قائلاً: “لا يغفر الله لكم”. ويذكر هنا المثل القديم عن السلطة: “لو دامت لغيرك لم تكن لك”، مضيفاً: “ظنوا أنهم سيبقون إلى الأبد، ولم يعلموا أن الخلود إلا لرب العالمين”. عوالم.”

خزانات الديزل والأسلحة

وهو الذي سبق له أن دخل «قصر الشعب» والتقى بالأسد، ويؤكد أنه حاول ذات مرة خلال لقاء جمع الرئيس السابق مع فنانين في بداية الحرب، ولفت انتباهه إلى الأمر الذي أقلقه، إذ حذّر لحام حينها «من خروج صهاريج المازوت من سوريا إلى لبنان وعودتها محملة بالسلاح تحت أعين المسؤولين عن المنافذ الحدودية، وهذا قمة الفساد». ويذكر أن مستمعه اكتفى بالاستماع ولم يحاوره.

أما عن السلطة الحالية وتلك التي ستحكم سوريا مستقبلاً، فيقول لحام: “انتبهوا قبل أي شيء إلى مسألة الرأي والآراء الأخرى، لأنه لا يوجد مجتمع يعيش برأي واحد”. وأكثر ما يريحه هو «أننا انتهينا من الحكم الانفرادي»، مشيراً في هذا السياق إلى هول ما كشف خلف أسوار السجون السورية: «من الممكن أنه في العالم كله لا يوجد سجن مخصص لأشخاص من هذا القبيل». الرأي إلا لنا في سوريا”.

ولم يلتق حتى الآن بمن هم على رأس السلطة الجديدة، لكنه يشير إلى أن «الناس في الشارع الذين يحرسون البلاد يعاملوننا بمودة لا مثيل لها. “شعرت أنهم أصدقاء ومحبون لنا ولسورية”.

“تفسير ملتوي”

ويبدو لحام واثقاً من أن سوريا الجديدة ستكون دولة مدنية تتسع لجميع الآراء، ولا تخضع للحكم الطائفي، على أساس أن “البلد كان دائماً بعيداً عن الطائفية”. فهو يراهن على شعب عانى كثيراً خلال العقود الماضية، ويتمنى لأبناء وطنه «أن يكونوا سوريين مئة بالمئة، ولا ينتمون إلا إلى وطنهم».

ويأسف لأجيال من السوريين الذين “أضاعوا شبابهم في المنفى أو أمضواهم في المعابر البحرية هربا من الخدمة العسكرية الإجبارية التي أجبروا على أدائها لمدة 8 أو 10 سنوات”.

هذا الموضوع تطرق إليه لحام خلال لقاء أجراه في وقت سابق مع وزير الدفاع في النظام السابق. فقال له حينها: «حرام عليك أن تتركهم في الخدمة كل هذه السنين». فأجاب أنهم سيقضيون على البطالة.

وعلق لحام على الموقف الذي سمعه بالقول: “يا له من تفسير معوج!”

وبالحديث عن عبور الحدود، فإن أكثر ما يحضره لحام حالياً هو شخصية «عبد الودود» من فيلم «الحدود». ويريد تصوير جزء ثان منه، ليقول عبد الودود ما لم يستطع قوله في العهد السابق. أما عن المشاريع التي يجري إعدادها، فيحل دريد لحام ضيف شرف في مسلسل رمضاني، كما يستعد لخوض تجربة سينمائية جديدة إلى جانب المخرج باسل الخطيب في فيلم يحمل عنوان «الزيتونة».

يتناول العمل شخصية معروفة تاريخياً في المجتمع الدمشقي تدعى زيتونة، كان يجمع الأموال من الأثرياء ليوزعها على الفقراء، رغم أنه كان أفقر منهم.

 

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى