اللجان المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي
القاهرة: «خلجيون 24 مباشر»
تعتبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات الأساسية التي تساهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية داخل المؤسسات والشركات على حد سواء. ومع التوسع المستمر في اعتماد هذه التقنية في مختلف القطاعات، أصبح من الضروري للمؤسسات في القطاعين العام والخاص إنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الوحدات إلى امتلاك معرفة متعمقة بالعمليات الداخلية لهذه الجهات، مما يساهم في دمج التقنيات الحديثة بشكل فعال يلبي احتياجاتها بطريقة احترافية ومدروسة.
إن إنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي في المؤسسات والشركات يعزز قدرتها التنافسية ويساهم في تحقيق الابتكار المستدام. وتكمن أهمية هذه الوحدات في قدرتها على تقديم حلول مخصصة تناسب مختلف العمليات الإدارية والتشغيلية، مما يعزز قدرة الجهات على تلبية احتياجاتها بدقة وفعالية. ومن المزايا الرئيسية لهذه الوحدات هو فهمها العميق للعمليات الداخلية، مما يمكنها من تقديم حلول مبتكرة تأخذ في الاعتبار التحديات والفرص الفريدة التي تواجهها.
ومن أبرز فوائد هذه الوحدات المتخصصة قدرتها على تسريع عملية التحول الرقمي في المؤسسات. عند إنشاء وحدة مخصصة، يمكن تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي بسرعة ودقة أكبر، مما يقلل الوقت والتكاليف المرتبطة بتنفيذ هذه الحلول. علاوة على ذلك، تساهم هذه الوحدات في تحسين عملية اتخاذ القرارات الإدارية من خلال الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، مما يتيح تقديم رؤى استراتيجية تدعم عملية اتخاذ القرار.
وتشمل المهام الأساسية للوحدات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تطوير حلول مبتكرة تناسب احتياجات المنظمة، ومراقبة وتحليل أداء هذه الحلول بعد تنفيذها، وتقديم الدعم المستمر لفرق العمل الداخلية. كما يجب على هذه الوحدات متابعة آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، واقتراح التحسينات التي تواكب الاتجاهات التقنية الجديدة.
وفي مملكة البحرين، تم إنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي في عدة مؤسسات، على سبيل المثال، في وزارة الإعلام، ووزارة العمل، ووزارة الصناعة والتجارة، وغرفة تجارة البحرين، وبابكو وغيرها. وتهدف هذه الوحدات إلى تطوير الحلول التكنولوجية التي تساهم في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة التشغيلية.
ويدعم مركز سمو الشيخ ناصر لأبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي هذه الوحدات من خلال توفير بيئة بحث وتطوير مناسبة لاختبار الحلول التقنية وتنفيذها. ويتعاون المركز مع هذه الوحدات لتزويد الفرق الداخلية بالتدريب والدعم الفني، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الاستراتيجية لضمان اعتماد أفضل الممارسات في هذا المجال.
أثبتت التجارب الناجحة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي نجاحها الكبير في تحسين الأداء الحكومي والتجاري. على سبيل المثال، أطلقت المملكة العربية السعودية استراتيجية «الذكاء الاصطناعي 2030»، التي تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات وتحفيز الابتكار في مختلف القطاعات. كما طبقت دولة الإمارات الذكاء الاصطناعي في العديد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص، وحققت نتائج إيجابية على مستوى الخدمات العامة والرعاية الصحية.
لذا كان لزاماً على مملكة البحرين أن تتبنى هذه التجارب الناجحة من خلال وضع خطط استراتيجية لإنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات في القطاعين العام والخاص. ويجب أن تركز هذه الخطط على تحديد أهداف واضحة، وتوفير التدريب والتطوير المستمر للفرق المتخصصة، والاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال.
وفي الختام فإن إنشاء وحدات متخصصة في الذكاء الاصطناعي يعد خطوة محورية نحو تعزيز التحول الرقمي وتحسين الأداء المؤسسي. ومن خلال التعاون مع المراكز المتخصصة مثل مركز سمو الشيخ ناصر للبحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال، تستطيع المؤسسات والشركات تحقيق نجاح مستدام في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.
- للمزيد من الاخبار تابع خليجيون 24 ، ولأخبار الرياضة خليجيون 24 مباشر، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر