من «وقفة رمضان» إلى أزمة «السلام المفقود».. كيف تحول كأس السوبر إلى مرآة لاحتقان الكرة المصرية؟

كأس السوبر المصري، الذي كان يوما ما عرضا للكرة المصرية ومصدر فخر وفرح كروي، تحول إلى ما يمكن وصفه اليوم بـ”بطولة الأزمات الكبرى”، في ظل سلسلة من الأحداث المؤسفة والتصرفات الهجومية التي جعلت حالة من السخط تسيطر على مشاعر الوسط الرياضي المصري، خاصة بين جماهير الأهلي والزمالك.

سادت حالة من الغضب بين الجماهير المصرية في الأيام الأخيرة، بعد الواقعة المثيرة التي وقعت في الإمارات، بين أحمد مصطفى زيزو، نجم الأهلي، الذي رفض مصافحة هشام نصر، نائب رئيس نادي الزمالك، في لقطة انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.

وفي السطور التالية، ترصد بوابة «الأسبوع» كيف تحولت بطولة كأس السوبر إلى منافسة تصنع الأزمات في الوسط الكروي المصري.

أزمة “السلام المفقود” عام 2025

وتعد أزمة زيزو ​​المنتقل من الزمالك للأهلي، مع نائب رئيس القلعة البيضاء، خلال حفل تتويج المارد الأحمر بالدوري الممتاز، أحدث حلقات التوتر الثنائي في السنوات الأخيرة.

واندلعت الأزمة بين الثنائي عندما رفض زيزو ​​مصافحة هشام نصر، الأمر الذي أثار غضب نادي الزمالك الذي قرر تقديم شكوى إلى لجنة الانضباط ضد اللاعب معتمدا على بند خرق البروتوكول.

وقررت لجنة المسابقات باتحاد الكرة تغريم زيزو ​​50 ألف جنيه لمخالفة البروتوكول، بالإضافة إلى تغريم الأهلي والزمالك 100 ألف جنيه لكل فريق، بسبب التجاوز والهتافات خارج النص.

أزمة “وقفة رمضان صبحي” عام 2015

تعود أولى الحلقات الصاخبة ونقطة التحول في تاريخ مواجهتي الأهلي والزمالك الحديثتين، إلى حادثة وقوف رمضان صبحي على الكرة في بطولة السوبر الإماراتي 2015، في لحظة تحولت من عرض استعراضي إلى أزمة كبيرة أشعلت أعمال الشغب وأدت إلى الاعتداء اللفظي والجسدي بين لاعبي القطبين.

أثار عرض رمضان صبحي بالكرة في مباراة كأس السوبر التي انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف للأهلي، غضب لاعبي الزمالك، وأدى إلى اشتعال الأحداث على أرض الملعب، قبل أن يتدخل حازم إمام الصغير قائد القلعة البيضاء وقتها، ويعتدي على رمضان صبحي، ما يتسبب في توقف المباراة لدقائق وسط محاولات الحكم لاحتواء الموقف، في واقعة ظلت عالقة في أذهان الجماهير باعتبارها من أكثر الحوادث مشاهد متوترة في تاريخ البطولة.

حركة شيكابالا وهجوم امام عاشور

وفي 2020، عادت كأس السوبر المصري إلى واجهة المشهد من جديد، لكن هذه المرة بسبب «حركة شيكابالا» الشهيرة، عندما رد قائد الزمالك على هتافات جماهير الأهلي بلفتة غير مقبولة بعد فوزه باللقب.

ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، إذ شهدت المباراة نفسها اعتداء إمام عاشور لاعب الزمالك وقتها على وليد سليمان لاعب الأهلي، بالإضافة إلى اشتباكات ضمت كهربا وعبد الله جمعة.

وأصدر اتحاد الكرة وقتها قرارات صارمة بإيقاف عدد من اللاعبين، قبل أن يتم تخفيف العقوبات لاحقا عقب الطعون.

أزمة الإمارات 2024 اختناق خارج الخطوط

وفي نسخة 2024، عادت البطولة لتتصدر العناوين وتخطف الأضواء، بعد الواقعة التي شهدت اشتباك عبد الواحد السيد، مدير الكرة في الزمالك آنذاك، مع الثنائي نبيل دونجا ومصطفى شلبي، وحارس أمن في الإمارات، بعد مباراة الزمالك وبيراميدز في نصف النهائي.

وانتهت الحادثة للأسف بعد حبس الثلاثي وإجراء محاكمة عاجلة، قبل إعادتهم إلى القاهرة بعد صدور الأحكام. وتضاف هذه الحادثة إلى سلسلة طويلة من الأزمات في «أول بطولة أزمة في تاريخ الكرة المصرية».