مواجهة مثيرة في افتتاح كأس العرب بين قطر وفلسطين

القاهرة: «خليجيون 24»
-
تتجه الأنظار غداً الاثنين إلى ستاد البيت في الخور، حيث تنطلق بطولة كأس العرب 2025، بالمباراة الافتتاحية التي تجمع المنتخب القطري المضيف ونظيره الفلسطيني، في مواجهة تحمل أبعاداً رياضية وإنسانية. ولا تمثل المباراة بداية البطولة فحسب، بل هي لحظة تاريخية لكرة القدم العربية، حيث تجمع بطل آسيا الحالي صاحب الطموحات القارية والمستقبلية، والمنتخب الفلسطيني الذي ينافس في البطولة وسط تحديات استثنائية تعكس الواقع الإنساني المعقد الذي تمر به فلسطين.
ويدخل منتخب قطر، بطل آسيا مرتين على التوالي، البطولة بأفضل حالاته الفنية تحت قيادة الإسباني جولين لوبيتيغي، الذي اعتمد مشروعه على الجمع بين عناصر الخبرة مع الوجوه الشابة القادرة على التحرك بسرعة وإحداث الفارق في خط الوسط والهجوم. وأبرزهم أكرم عفيف الذي سجل وصنع 11 هدفا من أصل 14 في كأس آسيا الماضية، بالإضافة إلى الحارس مشعل برشم ولاعبي الوسط عاصم مدبو وعبد العزيز حاتم والعديد من العناصر صاحبة الخبرة مثل أحمد فتحي وطارق. سلمان. هذا المزيج يمنح العنابي ثقلاً تكتيكياً والقدرة على إدارة المباريات تحت ضغط الخصم والجمهور.
في المقابل، فتح لوبيتيغي الباب أمام دماء جديدة أثبتت جدارتها في الدوري المحلي، مثل خالد علي ومحمد خالد والهاشمي الحسين وأيوب محمد، وهو ما يعكس أن التفكير في كأس العرب لا ينفصل عن مشروع طويل الأمد يهدف إلى الاستعداد لكأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك. إلا أن بعض الأسماء المؤثرة غائبة عن القائمة، مثل خوخي بوعلام والمعز علي، بالإضافة إلى المصابين أحمد الراوي وأحمد الجناحي وبيدرو ميغيل، مما يضيف تحديا للمنتخب القطري للحفاظ على مستواه العالي منذ البداية.
وسيكون عنصر الأرض والجمهور من أبرز عوامل دعم قطر، حيث أثبت الجمهور القطري قدرته على تحويل المباريات إلى مناسبات مرهقة تصنع الفارق، كما حدث خلال نهائيات كأس آسيا 2023 أمام أوزبكستان وإيران.
ومع ضمان التأهل لكأس العالم 2026، يدخل «العنابي» البطولة بمعنويات عالية، ويأمل أن يضيف لقب كأس العرب إلى سجله، ليؤكد هيمنته على الكرة العربية ويكمل مشروعه الفني بقيادة لوبيتيغي، الذي أظهر قدرة عالية على تحسين منظومة الدفاع والضغط العالي، إضافة إلى اللعب المباشر على الجوانب والاستفادة من سرعة اللاعبين في الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم.
أما المنتخب الفلسطيني، فيدخل المباراة الافتتاحية في ظهوره السادس في كأس العرب، وسط ظروف استثنائية تعكس التحديات الإنسانية والسياسية التي تمر بها البلاد. ونجح المنتخب الفلسطيني في التأهل إلى كأس العرب بعد فوزه على ليبيا بركلات الترجيح في الملحق، ويأمل في الوصول إلى أبعد مدى في البطولة الإقليمية.
واستدعى المدرب إيهاب الجزار 23 لاعبا، من بينهم عدي الدباغ مهاجم الزمالك، وحامد حمدان لاعب بتروجيت، بالإضافة إلى الكابتن مصعب البطاط وياسر حمد المدافع، مع لاعبين أثارا الجدل والتعاطف مؤخرا: الحارس عبد الهادي ياسين والمدافع أحمد طه. ويمثل هذان اللاعبان قصة تحدي وإصرار على تمثيل فلسطين رغم الصعوبات الإدارية، وهو ما يمنح المنتخب الفلسطيني معنويات إضافية.
تاريخ المواجهات بين قطر وفلسطين محدود نسبيا، لكن المواجهة الأخيرة في كأس آسيا أعطت طابعا تنافسيا، حيث التقى الفريقان في دور الستة عشر وانتهت المباراة بفوز قطر بهدفين مقابل هدف، وهو ما يعكس تفوق العنابي فنيا، لكنه لا يقلل من قوة الطموح الفلسطيني والرغبة في تقديم أداء مشرف على ملاعب البطولة.
ومن الناحية الجماهيرية، ستشكل المباراة حدثا كبيرا في الدوحة، بحضور مكثف من الجمهور العربي الذي يحرص على إبراز الدعم الإنساني للقضية الفلسطينية، إضافة إلى دعم العنابي على أرضه. وهذه الأجواء تجعل من المباراة منصة للتعبير عن التضامن العربي وإظهار القوة الفنية والتنظيمية لقطر التي اكتسبت خبرة كبيرة من تنظيم كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2024، وكأس العالم تحت 17 سنة، حيث تأقلم اللاعبون مع الملاعب الكبيرة مثل ملعب البيت واستاد أحمد بن أحمد. استاد علي وخليفة الدولي.
وستكون المباراة بمثابة بداية مشوار قطر ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جانب فلسطين كلاً من تونس وسوريا، ما يجعل مهمة العبور إلى الدور التالي تتطلب تركيزاً فنياً وذهنياً كاملاً. فالقطريون يملكون كل الأدوات الفنية والخبرة الجماعية والدعم الجماهيري، فيما يتمتع الفلسطينيون بإرادة قوية ومعنويات عالية، في مواجهة تعكس أبعاد البطولة الرياضية والإنسانية معا.
- لمتابعة أخر الاخبار الرياضية كن دائم متابع لنا خليجيون 24 مباشر، وللأخبار العامة تابع خليجيون 24. كما يمكنك متابعتنا علي فيسبوك.




