رياضة

جيل جديد وهوية فنية مختلفة تدفع الكويت للبحث عن إنجاز في كأس العرب 2025

القاهرة: «خليجيون 24»

  • ويستعد المنتخب الكويتي لدخول بطولة كأس العرب وسط مرحلة انتقالية معقدة يسعى خلالها لاستعادة مكانته الإقليمية بعد تراجع ملحوظ في النتائج خلال السنوات الأخيرة. ورغم أن تاريخ الأزرق يعتبر من أبرز التواريخ على المستوى العربي والخليجي، خاصة في السبعينيات والثمانينيات، إلا أن الواقع الحالي يفرض على الفريق تحديات كبيرة تتطلب إعادة بناء شاملة على المستويين الفني والتنظيمي.

    تاريخياً، يتمتع المنتخب الكويتي بسجل قوي في البطولات العربية، حيث كان من المنتخبات المؤثرة في النسخ القديمة لكأس العرب، وشارك في عدد من النسخ التي أقيمت بنظام مختلف، كما عرف بقوته في البطولات الإقليمية والخليجية. إلا أن الأزرق لم يظهر في النسخ الحديثة من البطولة العربية بنفس المستوى، بسبب تراجع الأداء وابتعاده عن منصات المنافسة، إضافة إلى غيابه عن النسخة الماضية التي أقيمت في قطر عام 2021.

    وتأتي استعدادات الأزرق للبطولة الحالية في ظل بناء فريق جديد يعتمد على الجمع بين عناصر الخبرة مع اللاعبين الشباب.

    ويسعى الجهاز الفني بقيادة البرتغالي هيليو سوزا إلى إعادة تشكيل هوية الفريق التكتيكية التي فقدت الكثير من وضوحها نتيجة التغيير المتكرر للمدربين خلال السنوات الماضية، إذ مر الفريق بسلسلة تغييرات فنية أثرت على استقراره، إضافة إلى تأثره بعقوبات الإيقاف السابقة التي حرمت الأندية والفريق من المشاركة الخارجية لفترة، وهو ما انعكس على جاهزية اللاعبين.

    وعلى الصعيد الفني، يعاني المنتخب الكويتي من خلل واضح في عدة مجالات، أبرزها غياب صانع ألعاب قادر على قيادة التحولات الهجومية، إضافة إلى المشاكل الدفاعية المتراكمة التي تظهر عادة أمام الفرق التي تمتلك قوة بدنية وسرعة عالية. في المقابل، يملك الفريق عناصر قادرة على تقديم إضافة، مثل النجم المخضرم بدر المطوع الذي يعتبر رمزا تاريخيا رغم تراجع دوره، إلى جانب لاعبين شباب مثل محمد دحام الذي قاد الفريق للتأهل، ويوسف ناصر وعيد الرشيدي اللذين يشكلان نواة المستقبل. كما يعتمد الفريق على بعض اللاعبين المميزين في خط الوسط والدفاع لتعويض فجوة الخبرة من خلال التنظيم والانضباط.

    ويتأثر الوضع الحالي للمنتخب أيضاً بالفشل المستمر في التأهل إلى كأس العالم، وهو الفشل المتأصل في كرة القدم الكويتية منذ مشاركتها التاريخية الوحيدة في كأس العالم 1982. وأدى عدم الوصول إلى كأس العالم منذ أكثر من أربعة عقود إلى تراجع الثقة لدى الجماهير، وقلص من ظهور المواهب الكويتية، وأضعف حضور المنتخب على الساحة القارية. كما انعكس هذا الغياب عن البطولات العالمية على الدافع التنافسي لدى اللاعبين، وعلى قدرة الاتحاد على بناء مشاريع طويلة الأمد.

    ويمثل كأس العرب فرصة مهمة للأزرق لتصحيح المسار، خاصة أن البطولة محطة مناسبة لاختبار المشروع الجديد في بيئة عربية متقاربة فنياً. ويظهر الاستعداد الجاد للبطولة رغبة الفريق في استعادة توازنه تدريجيا وتعزيز ثقافة المنافسة وبناء شخصية أكثر استقرارا على أرض الملعب. وقد يكون نجاح الفريق في تحقيق نتائج إيجابية نقطة انطلاق نحو تحسين الصورة العامة وإعادة بناء الثقة بين اللاعبين والجمهور، في حين أن استمرار التراجع سيعني ضرورة إعادة تقييم أعمق لطريقة إدارة الفريق.

    بشكل عام، يدخل المنتخب الكويتي كأس العرب حاملاً تاريخاً عظيماً وطموحاً متجدداً، لكنه يصطدم بواقع يتطلب الوقت والصبر وإدارة فنية مستقرة. وقد تمثل البطولة المقبلة خطوة أولى نحو استعادة المركز الذي فقده الأزرق تدريجياً، إذا نجح الفريق في فرض شخصية واضحة وإظهار تطور ملموس سيعيد الكويت إلى دائرة المنافسة الإقليمية.

    كما تزيد قوة المجموعة من صعوبة مهمة الكويت، فالتواجد إلى جانب مصر والأردن والإمارات سيزيد من حدة المنافسة على التأهل، فالتاريخ لا يحبذ المنتخب الكويتي على نظيره الإماراتي، حيث التقيا 23 مرة، فاز المنتخب الكويتي في 8 فقط مقابل 12 انتصاراً إماراتياً و3 تعادلات.

    وأمام الأردن، يملك الكويت أفضلية نسبية في المواجهات التاريخية بـ5 انتصارات و4 هزائم و9 تعادلات، فيما يتوازن الرصيد في 3 مواجهات أمام مصر بفوز وهزيمة وتعادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى