كأس أمم أفريقيا 2025.. منتخب جزر القمر يتطلع لمخالفة التوقعات خلال مشاركته الثانية

القاهرة: «خليجيون 24»
-
يعد منتخب جزر القمر لكرة القدم أحد المنتخبات الناشئة في القارة الإفريقية، حيث نجح في حجز مكانه ضمن المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في تاريخه بعد رحلة طويلة مليئة بالتحديات.
تأسس منتخب جزر القمر عام 1979، واستمر في النمو والتطور على مدى العقود التالية، حتى أصبح اليوم قوة متنامية في التصفيات المؤهلة للبطولات الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم.
بدأ منتخب جزر القمر أولى مبارياته الرسمية خلال دورة ألعاب المحيط الهندي عام 1979، حيث واجه منتخب موريشيوس وخسر بنتيجة 3-0. وكانت هذه المباراة هي نقطة الانطلاق الفعلية للفريق، لكنه ظل يفتقد للخبرة الدولية الحقيقية حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما انضم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عام 2003، وأعقب ذلك الانضمام إلى الاتحاد الدولي (فيفا) عام 2005.
وشهدت بداية مشوار منتخب جزر القمر خطوات متواضعة في التصفيات القارية، إذ خسر في أولى محاولاته للتأهل لكأس العالم 2010 وكأس أمم أفريقيا 2010 أمام مدغشقر بنتيجة 2 / 10 في مجموع المباراتين، لكنه لم يستسلم، وواصل العمل على بناء قدراته الفنية والبدنية، مع التركيز على تطوير اللاعبين المحليين القادرين على المنافسة في البطولات الدولية.
شكل عام 2021 نقطة تحول تاريخية لمنتخب جزر القمر، بعد تأهله للمرة الأولى إلى كأس الأمم الأفريقية. وجاء هذا الإنجاز بعد مباراة حاسمة أمام توجو انتهت بالتعادل السلبي، ليضمن الفريق مكانه في البطولة القارية. وأعقب ذلك تحقيق إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة بفوزه على منتخب غانا 3-2، حيث سجل أحمد مجني ثنائية تاريخية، لكنه خرج من البطولة من دور المجموعات، حيث كان قد خسر قبل ذلك أمام المغرب والجابون.
ولم يكن هذا الإنجاز محض صدفة، بل نتيجة سنوات من التطوير المستمر للفريق، بما في ذلك تحسين البنية التحتية المحلية لكرة القدم، وتطوير البرامج التدريبية للاعبين، واستقطاب مدربين ذوي خبرات عالمية مثل الفرنسي أمير عبده الذي قاد الفريق بين عامي 2014 و2022، ومن ثم الإيطالي ستيفانو كوزين الذي تولى المهمة في عام 2023.
شهدت السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في أداء جزر القمر على المستويين الإقليمي والقاري. وفي تصفيات كأس العالم 2026، بدأت مشوارها بقوة في المجموعة الأولى بالفوز 4-2 على جمهورية أفريقيا الوسطى و1-0 على غانا في مباراتين على أرضها. كما فازت على تشاد 2-0 قبل أن تخسر 1-2 أمام مدغشقر وتودع التصفيات.
وعلى المستوى الإقليمي، شارك منتخب جزر القمر في بطولة كأس كوسافا لجنوب أفريقيا، وحقق نتائج تاريخية، حيث وصل إلى الدور نصف النهائي لأول مرة عام 2024، وخسر أمام أنجولا 2-1، قبل أن يحتل المركز الرابع بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام موزمبيق. وفي نسخة 2025 نجح في تحقيق المركز الثالث بعد فوزه على مدغشقر 1-0، وهو ما يعكس تطور الأداء والمنافسة على الألقاب.
ويضم منتخب جزر القمر مجموعة من اللاعبين المميزين الذين ساهموا في تطوير الفريق، أبرزهم يوسفة مشانجاما الذي يحمل الرقم القياسي في المباريات الدولية بـ71 مباراة، وبن نبوهاني هداف المنتخب برصيد 19 هدفا. كما يتميز الفريق بالتوازن العمري بين اللاعبين، إذ يضم نخبة من الشباب الواعدين، إلى جانب اللاعبين ذوي الخبرة، الذين يلعبون في أندية أوروبية ومحلية.
ورغم الإنجازات الأخيرة، يواجه منتخب جزر القمر عدة تحديات أهمها محدودية الموارد مقارنة بكبرى الدول الإفريقية، وقلة عدد اللاعبين المحترفين في الدوريات الدولية. كما أن التوازن بين الخبرة واللاعبين الشباب يحتاج إلى إدارة حريصة للحفاظ على مستوى الأداء.
لكن يبقى الأمل كبيرا في المستقبل، خاصة بعد النتائج المميزة في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، والتي تعكس قدرة الفريق على المنافسة وتقديم مستويات متميزة.
يعد التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2025 فرصة ذهبية لإثبات أن جزر القمر يمكن أن تتمتع بمكانة قوية بين المنتخبات الأفريقية.
ويواجه منتخب جزر القمر مهمة صعبة في البطولة القارية، حيث وضعته القرعة في المجموعة الأولى القوية، إلى جانب المغرب صاحب الخبرة، مالي، وزامبيا. وسيلعب المباراة الافتتاحية أمام أسود الأطلس، لكن رغم صعوبة التحديات، يرى منتخب جزر القمر أن المباريات لا تحسم بالأسماء والتاريخ، بل بالجهد والعرق على مدار 90 دقيقة.
- لمتابعة أخر الاخبار الرياضية كن دائم متابع لنا خليجيون 24 مباشر، وللأخبار العامة تابع خليجيون 24. كما يمكنك متابعتنا علي فيسبوك.



