«كرة القدم ليست للأغنياء فقط».. 3 ناشئين بنادي تليفونات بني سويف يستغيثون: «بندفع كل يوم 200 جنيه وعايزين سكن علشان تعبنا من السفر»

القاهرة: «خليجيون 24»
-
وفي الوقت الذي تنفق فيه الأندية المصرية ملايين الجنيهات في البحث عن المواهب، يقف على هامش القصة ثلاثة أطفال من محافظة المنيا، يحملون حلما أكبر بكثير من سنوات صغرهم، ويخوضون رحلة شاقة كل يوم في ظروف حياتية صعبة، ليس من أجل اللعب فقط، ولكن من أجل مستقبل يحميهم من الضياع والتشرد.
أحمد خالد نصر، ونصر خالد نصر، وعلاء طه جمال، ثلاثة أطفال صغار تتلخص أحلامهم في ملعب كرة قدم وسرير آمن، لا أكثر. ورغم براءتهم، فإنهم يقطعون عشرات الكيلومترات يوميا من قريتهم بالمنيا إلى محافظة بني سويف، فقط للمشاركة في تدريب ناشئي نادي تلفونت بني سويف.
رحلة الثلاثة تبدأ قبل شروق الشمس وتنتهي عند غروب الشمس، لكن الأمر لا ينتهي ويتجدد الشغف ولا تتزعزع العزيمة، على أمل الوصول إلى أحلامهم وأهدافهم البريئة التي من المؤكد أنها ستتحقق في المستقبل القريب.
صدفة مع رئيس تحرير صحيفة “الأسبوع”.
وبالصدفة التقى رئيس تحرير جريدة الأسبوع بالأطفال الثلاثة ودار بينهما حوار سريع بسبب الازدحام في القطار. وتحدث معهم عن أحلامهم وأهدافهم في الحياة، وهي أشياء بسيطة يسهل تحقيقها، باهتمام مسئول قطاع الشباب بنادي هاتف بني سويف.
وقال نصر خالد نصر، أحد الأطفال الثلاثة: “نحن نحب كرة القدم ونسافر من المنيا إلى بني سويف ثلاث مرات في الأسبوع للعب في نادي هاتف بني سويف”.
وأضاف في تصريحات للصحيفة: “كل واحد فينا يصرف 200 جنيه على الأقل في كل مرة يسافر فيها، ولا نريد غيرهم يعفينا من المصاريف في النادي، ونحتاج للسكن، وهكذا تبقى مصلحتهم أكبر من الآخر”.
وتابع: “كنت أعمل في مطحنة قهوة حتى أتمكن من دفع مصاريفي والسفر كثيرا، ربما نحقق حلمنا ونبقى مشهورين”.
وفي السياق نفسه، قال علاء طه جمال، طفل آخر: “ألعب مهاجمًا جيدًا، يمكن أن أكون قصيرًا ولكن أعرف كيف ألعب، أتمنى أن يوفر لنا أحد السكن بدلًا من أن نسافر طويلًا ونتوه”.
وتابع: “أعمل مع والدي في الكهرباء والأجهزة الكهربائية، حتى أتمكن من السفر إلى نادي هاتف بني سويف”.
وعن طموحات الأطفال الثلاثة، قالوا في نفس اللحظة: “نحن بالطبع نلعب في النادي الأهلي”.
بعد تلك الأسئلة السريعة، قاطع محصل القطار حديثي مع الأطفال الثلاثة، وطلب من كل منهم دفع ثمن التذكرة، قبل أن يتعاطف معهم مبتسما، عندما علم أنهم يلعبون في نادي هاتف بني سويف، وأعفاهم من دفع ثمن التذكرة.
هؤلاء الأطفال لم يطلبوا الرفاهية، ولم يطلبوا أموالاً أو وعوداً كبيرة، بل طلبوا فقط ما يحفظ لهم الحلم، السكن البسيط، والإعفاء من النفقات، طلب لا يكلف النادي الكثير، لكنه بالنسبة لهم هو الحياة كلها.
ولعل نادي هاتف بني سويف سيكون نقطة تحول في قصة هؤلاء الشباب، وسيدعمهم ويحتضن مواهبهم، ويمنحهم فرصة قد تغير مستقبلهم ومستقبل أسرهم، فالمعروف في مصر أن كرة القدم للفقراء.
- لمتابعة أخر الاخبار الرياضية كن دائم متابع لنا خليجيون 24 مباشر، وللأخبار العامة تابع خليجيون 24. كما يمكنك متابعتنا علي فيسبوك.



