بايرن ميونخ يتطلع لمواصلة هيمنته في صدارة البوندسليجا على حساب ليفركوزن

يستضيف ملعب أليانز أرينا، معقل فريق بايرن ميونخ، مواجهة من العيار الثقيل بين النادي البافاري وضيفه باير ليفركوزن، بعد غد السبت، في الجولة التاسعة من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا).

وتأتي هذه القمة الكروية في وقت مبكر من الموسم، لكنها تحمل أهمية مضاعفة، إذ تجمع بين بطل الدوري الموسم الماضي وبطل نسخة العام السابق من الدوري الألماني.

وتحسن أداء ليفركوزن بشكل ملحوظ تحت قيادة مدربه الدنماركي كاسبر هيلوماند الذي خلف الهولندي إيريك تين هاج بعد أول جولتين من الموسم، ويتطلع إلى مواصلة صحوته على ملعب أليانز أرينا.

ويدخل بايرن ميونخ المباراة ساعياً إلى تأكيد مكانته المعتادة في صدارة الترتيب، والحفاظ على رصيد النقاط الكامل بعد فوزه في جميع مبارياته الثماني هذا الموسم، لينفرد بالصدارة برصيد 24 نقطة، بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه لايبزيج، فيما يتطلع ليفركوزن إلى الخروج منتصراً من هذه المواجهة الصعبة من أجل الاقتراب خطوة واحدة من القمة.

ويحتل ليفركوزن المركز الخامس برصيد 17 نقطة، حصده من خمسة انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة، ويتأخر بفارق ثماني نقاط عن الصدارة.

فاز بايرن ميونخ بجميع المباريات التي خاضها حتى الآن هذا الموسم في جميع المسابقات، الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

في المقابل، فاز ليفركوزن بمبارياته الأربع الأخيرة في الدوري الألماني وتأهل للدور الثالث في كأس ألمانيا، لكن على المستوى القاري قدم الفريق أداء سيئا في دوري أبطال أوروبا، إذ لم يحقق أي انتصار حتى الآن، وتعرض لهزيمة قاسية أمام ضيفه باريس سان جيرمان حامل اللقب بنتيجة 2 / 7 في مباراته الأخيرة بالبطولة.

ويعتبر خط الهجوم البافاري هو الأقوى بلا منازع، حيث سجل الفريق ثلاثين هدفا، وهو رقم يعكس شراسة وقوة إنهاء الهجمات. وتجلى هذا التألق مؤخراً في الفوز السهل الذي حققه الفريق خارج ملعبه بثلاثة أهداف نظيفة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، ليؤكد سيطرته المطلقة على مقاليد المسابقة ويعزز مكانته كمرشح أول للفوز باللقب.

علاوة على ذلك، يمثل ملعب أليانز أرينا معقلاً حصيناً لبايرن ميونيخ، إذ حقق الفوز في جميع المباريات الأربع التي خاضها على ملعبه حتى الآن، مدعوماً بصلابة دفاعية استثنائية سمحت له باستقبال أربعة أهداف فقط طوال ثماني جولات، وهو ما يمنح الفلسفة الهجومية للمدرب البلجيكي فينسنت كومباني أساساً متيناً من الاستقرار الدفاعي.

في المقابل، يظهر ليفركوزن مرونة وقوة ملحوظة تحت إشراف هيولماند، الذي قاد الفريق إلى تسجيل سبع عشرة نقطة من ثماني جولات، ليحافظ على آماله في التأهل إلى المسابقات الأوروبية.

اعتمد هيولماند نهجًا يوازن بين التنظيم الدفاعي القوي والتحولات الهجومية السريعة، وهي استراتيجية أثبتت فعاليتها في مواجهة الأساليب التكتيكية المختلفة. وشهدت الجولة الماضية فوزا مستحقا لليفركوزن على أرضه بهدفين مقابل لا شيء أمام فرايبورج، وهو ما يوضح قدرته على التحكم في اللحظات الحاسمة.

ويشير سجل ليفركوزن خارج ملعبه إلى قدرته على تقديم أداء جيد خارج ملعبه، إذ حقق انتصارين وتعادل واحد من ثلاث مباريات، لكن الاختبار الأصعب ينتظره الآن في ميونيخ.

ورغم أن ليفركوزن يظهر توازنا جيدا في تسجيل الأهداف مع تحقيق التوازن بين الهجوم والدفاع، إلا أن أداء الفريق في المباريات الخمس الأخيرة شهد تذبذبا طفيفا، تمثل في ثلاثة انتصارات وتعادل وهزيمة واحدة، وهو تقلب قد يكلفه غاليا أمام آلة بايرن التي تواصل انتصاراتها.

وبالعودة إلى سجل المواجهات المباشرة بين الناديين، فإن آخر خمس مباريات تشير إلى تقارب نسبي في النتائج، حيث حقق بايرن ميونخ انتصارين، مقابل فوز واحد لباير ليفركوزن، وانتهت مباراتان بالتعادل، لكن اللقاء الأخير بين الفريقين انتهى بفوز بايرن ميونخ خارج أرضه بهدفين دون رد، وهو ما يؤكد الأفضلية الأخيرة للنادي البافاري في هذه المواجهة التاريخية. وتظهر هذه المقارنة في الأداء الأخير فجوة واضحة لصالح بايرن ميونخ.

تنطلق الجولة التاسعة من الدوري الألماني لكرة القدم، غداً الجمعة، بمباراة بوروسيا دورتموند مع مضيفه أوجسبورج على ملعب دبليو كيه آرينا، وسط فارق كبير في مسار الفريقين، حيث يسعى دورتموند لإنهاء سلسلة الهزائم النادرة التي مني بها أمام منافسه الموسم الماضي، فيما يواجه أوجسبورج ضغوطاً متصاعدة بسبب تدهور نتائجه الأخيرة.

ونجح أوجسبورج في تحقيق انتصارين نادرين على «أسود وستفاليا» الموسم الماضي، لكن آماله في تكرار هذا الإنجاز تبدو ضئيلة في ظل التراجع الحاد لمستواه الحالي.

وكانت بداية الموسم إيجابية بالنسبة لأوجسبورج، إذ حقق الفريق انتصارين في أولى مبارياته التنافسية، بل وتمكن من مجاراة حامل اللقب بايرن ميونخ قبل أن يخسر بفارق ضئيل بثلاثة أهداف مقابل هدفين. لكن لسوء الحظ بالنسبة للمدرب ساندرو فاجنر ورجاله، لم يكن هناك الكثير للاحتفال به في الأسابيع الأخيرة، حيث تعرض الفريق لخمس هزائم في آخر سبع مباريات، وكانت المباراتان الأخيرتان مؤلمتين بشكل خاص، بعد تلقي هزيمة ساحقة بستة أهداف مقابل لا شيء على أرضه أمام لايبزيغ في الدوري الألماني، وخرج الفريق من بطولة كأس ألمانيا بخسارة أخرى على أرضه بهدف نظيف أمام فريق بوخوم المنافس في دوري الدرجة الثانية.

وتراجع أوجسبورج إلى المركز الخامس عشر في جدول الترتيب، ولا تفصله سوى ثلاث نقاط عن منطقة الهبوط، وهو وضع ليس غريبا على النادي الذي لم ينهي النصف الأول من الجدول منذ موسم 2015/2016.

في المقابل، يجد بوروسيا دورتموند نفسه في وضع مألوف للغاية، إذ يحتل مكانا بين الأربعة الأوائل في الدوري، لكنه يتأخر بالفعل بسبع نقاط عن منافسه التقليدي بايرن ميونيخ، الذي فاز بجميع مبارياته الثماني حتى الآن.

ورغم خسارة دورتموند في مباراة القمة الأخيرة أمام العملاق البافاري بهدفين مقابل هدف، إلا أن تركيز المدرب نيكو كوفاتش ينصب الآن على مواجهة أوجسبورج.

ويدخل دورتموند المباراة بمعنويات عالية بفضل تحقيقه مؤخرا انتصارين متتاليين في مختلف المسابقات، من بينهما الفوز بكأس ألمانيا على آينتراخت فرانكفورت، ويتطلع الفريق إلى مواصلة صحوته على حساب أوجسبورج.

ويعاني أوجسبورج من غيابات مؤثرة أبرزها المدافع جيفري جويليو الذي يواصل تعافيه من إصابة أبعدته عن ست مباريات. ومن المستبعد أن يشارك المدافع كيفن شلوتربيك أساسيا أمام شقيقه الأصغر نيكو الذي يلعب في دورتموند، خاصة بعد جلوسه بديلا أو مشاركته لفترة قصيرة في المباراتين الأخيرتين.

وقد يفكر المدرب فاجنر في ضم الشاب ميرت كومور في الهجوم بدلا من أليكسيس كلود موريس الذي لم يسجل منذ فبراير الماضي.

أما دورتموند، فقد استعاد الفريق المدافع آرون أنسيلمينو الذي شارك في مباراة الكأس، لكن اللاعبين إيمري تشان وجوليان دورانفيل ظلا خارج المشاركة بسبب الإصابة.

ومن المتوقع أن يعود النجمان جوب بيلينجهام وجوليان براندت إلى مقاعد البدلاء، على الرغم من الأداء الجيد الذي قدموه مؤخرًا وتسجيل براندت هدفًا في الكأس، حيث لم يبدأ أي منهما مباراة في الدوري منذ فترة.

ومن المنتظر أن يقود المهاجم الغيني سيرهو جيراسي الهجوم الذي يسعى لإنهاء الجفاف المستمر في الدوري منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

ويتطلع لايبزيج الوصيف برصيد 19 نقطة لمواصلة مطاردة بايرن في الصدارة بالفوز على ضيفه شتوتجارت صاحب المركز الثالث برصيد 18 نقطة، خلال المواجهة التي تجمعهما السبت.

وحقق لايبزيغ الفوز في آخر مباراتين له في الدوري الألماني، كما تقدم في مسابقة الكأس، كما حقق شتوتجارت الفوز في آخر ست مباريات له، ويتطلع لمزيد من النتائج الجيدة للبقاء ضمن دائرة المنافسة.

ويلتقي آينتراخت فرانكفورت، اليوم السبت، مع مضيفه هايدنهايم، وماينز مع مضيفه فيردر بريمن، ويلتقي يونيون برلين مع فرايبورج، وسانت باولي مع بوروسيا مونشنجلادباخ، بينما يلتقي كولونيا مع هامبورج، ويلتقي فولفسبورج مع هوفنهايم الأحد.